إعادة التمعدن Remineralization هي عملية بيولوجية طبيعية يتم فيها إصلاح المناطق المتضررة من المينا وذلك عبر إعادة ترسيب أيونات الكالسيوم والفوسفات (Calcium and Phosphate Ions) في بنيتها البلورية وتبدأ عملية نزع المعادن (Demineralization) عندما تنخفض درجة الحموضة (pH) في الفم إلى أقل من 5.5 مما يُحدث خللًا في توازن المعادن وأما إعادة التمعدن فتتطلّب وجود تشبّع أيوني كافٍ في اللعاب (Ionic Saturation) لاستعادة تلك المعادن،بما يُسهم في الحفاظ على صلابة الأسنان ومقاومتها للتسوس.

تُعدّ عملية إعادة التمعدن خط الدفاع الأول ضد تسوس الأسنان (Dental Caries) إذ تُسهم في استعادة قوة المينا (Enamel) وإيقاف تقدم التآكل الناتج عن الأحماض التي تنتجها البكتيريا أو الأطعمة الحمضية وتقوم هذه العملية بإعادة بناء بلورات الهيدروكسي أباتيت (Hydroxyapatite) وتحويلها تدريجيًا إلى فلوروأباتيت (Fluorapatite) الأكثر مقاومة لتأثير الأحماض مما يعزز من صلابة المينا واستقرارها البنيوي.

آلية العمل:

  1. التفاعل الكيميائي:
    • عندما تتعرض المينا لهجمات حمضية تفقد بعض المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفوسفات مما يؤدي إلى تشكّل مناطق ضعيفة في البنية البلورية تُعرف بمناطق نزع المعادن.
    • في وجود اللعاب (Saliva) و الفلوريد (Fluoride) تتم إعادة ترسيب هذه المعادن داخل المينا مما يعزز صلابتها ويقلل من خطر التسوس وتُسهم بروتينات اللعاب وأنظمة التوازن الحمضي (مثل البيكربونات والفوسفات) في الحفاظ على التشبع الأيوني وتوازن درجة الحموضة (pH) مما يُهيّئ بيئة مثالية لحدوث إعادة التمعدن. mdpi
  2. دور الفلوريد:
    • يلعب الفلوريد دورًا محوريًا في تعزيز عملية إعادة التمعدن من خلال تشكيل بلورات فلورو أباتيت التي تتميز بمقاومة أعلى للذوبان في البيئات الحمضية وقد أظهرت دراسة Ten Cate (1999) أن وجود الفلوريد يُسهم في ترسيب فلوروأباتيت داخل المينا مما يقلل من قابليتها للتآكل الحمضي وتُشير التوصيات السريرية إلى أن تركيز الفلوريد المثالي في معاجين الأسنان يتراوح بين 1000–1450 جزءًا في المليون (ppm) وهو ما يكفي لتوفير حماية فعالة ضد التسوس دون التسبب في آثار جانبية. Europe PMC
  3. التوازن البيولوجي:
    • تعتمد كفاءة إعادة التمعدن على التوازن بين العوامل المعدنية مثل تركيز أيونات الكالسيوم والفوسفات في اللعاب والعوامل البيئية مثل درجة الحموضة (pH) في الفم.
    • ويُعدّ مؤشر التشبع (Saturation Index) عاملًا حاسمًا في هذه العملية؛ فكلما زاد تركيز الكالسيوم والفوسفات زادت قدرة اللعاب على ترسيب المعادن داخل المينا كما تُسهم مكوّنات اللعاب مثل البيكربونات (Bicarbonate) والسيترات (Citrate) في تنظيم درجة الحموضة وتوفير بيئة مناسبة لإعادة التمعدن.
    • ويمكن تحسين هذا التوازن الحيوي من خلال زيادة تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل الحليب واللوز والخضروات الورقية مما يدعم قدرة الجسم على إصلاح المينا بشكل طبيعي.

تعتبر إعادة التمعدن واحدة من أهم العمليات الوقائية (Preventive Processes) للحفاظ على صحة الأسنان ومنع تسوسها فـ على سبيل المثال:

الأرقام والبيانات العلمية:

توضيح بعض المصطلحات:

بــبسـاطـة: إعادة تمعدن الأسنان هي “عملية إصلاح طبيعية” للأسنان المتضررة… فـ تخيل إن مينا أسنانك زي سور بيتك كل يوم الأحماض تحاول تسحب منه طوبة: الكالسيوم والفوسفات ولكن فيه ترسانة ذكية في الجسم—اللعاب والفلوريد—ترجع الطوبة مكانها وتعزز الحماية وكأنك أصلحت الشقوق قبل ما تكبر ولو أهملت نظافة الفم الجدار راح يصير مكشوف والثقوب تكبر والتسوس يتوسع! عشان كذا إعادة التمعدن تحافظ على أسنانك قوية ومحمية زي جدار جانبي سليم مقاوم لكل هجوم!

𝑻𝒉𝒊𝒓𝒕𝒚 𝑻𝒘𝒐