نظام الكشف والتقييم الدولي للتسوس International Caries Detection and Assessment System ICDAS هو نظام معياري عالمي موحد يُستخدم للكشف المبكر عن تسوس الأسنان (Dental Caries) وتقييم شدّته بدقة عالية من خلال تصنيف الآفات التسوسية وفق معايير بصرية معيارية مبنية على الحالة السريرية للسن سواء في المراحل غير المنخورة (Non-cavitated) أو المنخورة (Cavitated) وتم تطويره خلال مؤتمر دولي في المملكة المتحدة من قبل فريق دولي من خبراء علم التسوّس عبر سلسلة ورش عمل ومؤتمرات انطلقت في 2002م وتطورت إلى معايير ICDAS II (2005م وما بعدها) بهدف توحيد معايير الكشف والتقييم السريرية والتربوية والوبائية للتسوّس. ICDAS Foundation
يُعدّ نظام كشف وتقييم التسوس ICDAS أداة سريرية وبحثية فعّالة تُسهّل اتخاذ قرارات علاجية وقائية مبنية على الأدلة ويدعم مفهوم “الإدارة غير الجراحية للتسوس” من خلال الكشف المبكر قبل حدوث تجويف دائم في المينا (Enamel) ومع ذلك التطبيق السريري الفعلي يحتاج تدريبًا ومعايير إدارة قرار (مثل ICCMS/CariesCare) لضمان تحويل التشخيص إلى خطة منع أو علاج مناسبة.
آلية التصنيف في نظام ICDAS
يعتمد النظام على مقياس من 7 درجات (من 0 إلى 6) لوصف الحالة السطحية للسن بعد تجفيفه جيدًا وفق الجدول الموحّد التالي:
الرمز | الوصف السريري | الحالة النسيجية |
---|---|---|
0 | سطح سليم ولامع خالٍ من أي تغير لوني أو نسيجي. | سليم |
1 | أول تغيير بصري في الميناء ← يظهر فقط بعد تجفيف السطح (white spot بعد الهواء) | غير منخورة |
2 | تغير بصري واضح في الميناء يظهر على السطح الرطب (distinct visual change). | غير منخورة |
3 | انكسار محدود للمينا بسبب التسوس دون رؤية عاج مرئي ← هذا يعني أن هناك فقدًا لسلامة المينا (بمعنى وجود انكسار/تآكل سطحي) ويُعتبر غالبًا ضمن الفئات المبكرة-المتوسطة وقد تُحتسب بعض الدراسات كآفة مِنْخورة | مرحلة انتقالية |
4 | آفة منخورة محدودة ضمن المينا (Cavitation within enamel). | منخورة |
5 | آفة منخورة تمتد إلى العاج لكنها مغطاة جزئيًا بالمينا. | منخورة |
6 | آفة منخورة واضحة تمتد بوضوح إلى العاج مع فقدان جزئي أو كلي للمينا. | منخورة |
الشروط الإجرائية للكشف: يجب فرك السطح وتنظيفه إن لزم ثم تنظيف السطح وتجفيفه جيدًا لمدة 5 ثوانٍ (air-dry) مع إضاءة مناسبة. استخدام مجس كروي (ball-ended probe) يجب أن يكون لطيفًا وللتأكيد فقط (وليس للحفر/استكشاف العميق) ← هذه التفاصيل موجودة في دليل ICDAS. على هذا الرابط: sdpt.net
المبادئ الأساسية والفوائد السريرية
- الكشف المبكر:
- يُمكّن من رصد التسوس في مراحله الأولى (مثل البقع البيضاء) قبل أن يتحول إلى تجويف مما يفتح الباب أمام العلاجات الوقائية (مثل الفلورايد والخِتمات وتعديل النظام الغذائي).
- التوحيد العالمي:
- يقلل التباين الذاتي (Inter-examiner variability) بين الأطباء ويجعل البيانات قابلة للمقارنة عبر المراكز البحثية والدولية بشرط التدريب والمعايرة لتحسن القيمة التوافقية.
- دعم اتخاذ القرار:
- يُستخدم كأداة لتحديد ما إذا كانت الآفة نشطة (Active) أو خاملة (Inactive) مما يوجّه خطة العلاج (مراقبة vs تدخل).
- التكامل مع التكنولوجيا:
- يُمكن دمجه مع أدوات رقمية مثل التصوير بالليزر (DIAGNOdent) أو الذكاء الاصطناعي لتحسين الدقة لكن ليس بديلاً عن الفحص البصري.
الاختلافات الجوهرية بين ICDAS والأنظمة التقليدية
بخلاف الأنظمة القديمة (مثل معايير منظمة الصحة العالمية WHO) التي تُسجّل فقط الآفات المنخورة يُركّز نظام ICDAS على الاستمرارية البيولوجية للتسوس من أول تغيير في المينا إلى التدمير الكامل للعاج وقد أظهرت مراجعة منهجية أن ICDAS يتمتع بحساسية أعلى بنسبة تقريبية حوالي 25–40% في الكشف المبكر مقارنةً بالأنظمة التقليدية.
التطبيقات العملية والبحثية
- في العيادات:
- يُستخدم لتقييم فعالية برامج الوقاية عبر متابعة تغيّر درجة ICDAS مع الزمن.
- في الدراسات السريرية:
- ICDAS يستخدم كثيرًا ولكنه يزيد مدة الفحص؛ لذلك بعض الدراسات تختصر الرموز لسهولة الاستخدام (مثال: merged ICDAS أو cut-offs).
- في التعليم:
- يُدرّس في كليات طب الأسنان حول العالم كأداة تشخيصية أساسية.
- في الصحة العامة:
- يُساعد في رسم خرائط انتشار التسوس بدقة أعلى خاصة بين الأطفال.
الأرقام والبيانات العلمية
- مدى الاعتماد العالمي:
- يُطبّق نظام ICDAS حاليًّا في أكثر من 47 دولة ويُدرّس في 68% من كليات طب الأسنان في أوروبا وأمريكا الشمالية كأداة تشخيصية قياسية ولكن لا تُدرّسه بنفس النسبة طبعاً.
- الدقة التشخيصية:
- تُظهر الدراسات أن حساسية ICDAS في الكشف عن الآفات غير المنخورة تصل إلى 85–90% مقارنةً بـ 50–60% في الأنظمة التقليدية. pubmed
- التأثير على الممارسات السريرية:
- بعض الدراسات أبلغت عن انخفاض في التدخلات الترميمية حيث أن استخدام نظام ICDAS قلّل من التدخلات الترميمية غير الضرورية بنسبة 25% عبر تمكين الأطباء من مراقبة الآفات القابلة للعكس بدلًا من حشوها.
- التوافق بين المقيّمين:
- قيم Kappa متباينة؛ دراسات مُعايرة بلغَت قيمًا عالية (>0.8) بينما دراسات أخرى أبلغت توافقًا أقل يعتمد على التدريب وظروف الفحص. pmc
- الفعالية الوقائية:
- تظهر بعض التجارب السريرية تحسّنًا في علامات إعادة التمعدن عند إدارة الآفات المبكرة مقارنة بالرعاية التقليدية لكن النسب تختلف بين الدراسات. BioMed Central
توضيح بعض المصطلحات
- الآفة غير المنخورة (Non-cavitated Lesion): تغير في الميناء (بقعة بيضاء أو بنية) بدون فقدان ملموس للمادة← قابلة لإعادة التمعدن عادة.
- الآفة المنخورة (Cavitated Lesion): فقدان ملموس لبنية السطح (انكسار أو تجويف) يحتاج تقييم علاجي غالبًا.
- النشاط التسّوسي (Caries Activity): يشير إلى ما إذا كانت البكتيريا لا تزال نشطة وتُنتج أحماض (آفة “نشطة”) أو توقفت (آفة “خاملة”).
- التوافق بين المقيّمين (Inter-examiner Reliability): مدى اتفاق أكثر من طبيب على نفس التشخيص ← مؤشر على دقة الأداة.
بــبسـاطـة: تخيّل التسوّس مثل بداية شرارة في جدار خشبي: أولها شرارة صغيرة إذا شفتها ممكن تطفئها بسهولة ولو تجاهلتها تكبر النار وتحتاج هدم جزء من الحائط الخشبي ← نظام ICDAS هو كاشف الدخان ← يعطيك رمزًا (من 0 إلى 6) يقول: “هنا بس بقعة وهنا بدأ انكسار وهنا صار تجويف واضح” فـ بدل ما ننتظر الحريق (التجويف) ← نستخدم هذا النظام لنقرر: نرشه رشة فلورايد ونراقب..! ولا نلصّق ختمة..! ولا نصلح بالحشوة..!
لأن الهدف ليس حشو كل بقعة ← بل إنقاذ السن من الحشو!