ألياف شاربي Sharpey’s Fibers هي النهايات المغروزة من الألياف الكولاجينية الرئيسية المكوّنة للـرباط الدوري (Principal PDL Fibers) وتغرز تحديدًا داخل طبقة الملاط (Cementum) التي تغطي جذر السن وتمتد لتدخل في العظم السنخي (Alveolar Bone) مُشكّلة رابطًا وظيفيًا مباشرًا بين جذر السن والعظم المحيط.
وتعمل هذه الألياف كأداة تثبيت ميكانيكية فعّالة تُسهم في الحفاظ على ثبات السن داخل التجويف الفكي وتُعد عنصرًا جوهريًا في تركيب الجهاز الدّعَمي السني مما تساعد على تحقيق الاستقرار الوظيفي للأسنان خلال الأنشطة الحيوية مثل المضغ والكلام دون أن تمتد إلى طبقات العاج (Dentin) أو المينا (Enamel).

سُمّيت هذه الألياف باسم “شاربي” نسبةً إلى العالم الإسكتلندي ويليام شاربي William Sharpey الذي وصفها لأول مرة عام 1846م حيث لاحظ وجود ألياف كولاجينية تخترق الملاط والعظم السنخي وتُشكّل دعامة تشريحية واضحة بين السن والعظم المحيط مما جعلها تُعرف علميًا باسم Sharpey’s Fibers أو “الألياف المثقبة” (Perforating Fibers).

الخصائص التشريحية والتركيبية:

  1. الموقع والاتصال:
    • ألياف شاربي تنشأ من الرباط اللثوي وتغرز في الملاط والعظم السنخي وتُعرف أيضًا باسم “Perforating Fibers” وتُستخدم لتثبيت السن داخل التجويف. المصدر: Kenhub
    • توجد بشكل مائل أو عمودي على سطح العظم أو الأسنان لتعزيز الثبات والاستقرار.
  2. التركيب البيولوجي:
    • تتكوّن هذه الألياف بنسبة تفوق 90% من كولاجين النوع الأول (Type I Collagen) المعروف بصلابته العالية ومقاومته للتلف بالإضافة إلى نسبة صغيرة لا تتجاوز 10% من كولاجين النوع الثالث (Type III Collagen) الذي يعزز من المرونة والربط النسيجي.
    • هذه التركيبة تمنح الألياف قدرة فائقة على تحمل الضغوط الميكانيكية الناتجة عن الأنشطة اليومية كالمضغ والعض دون أن تتعرض لتلف مبكر. المصدر: frontiers
  3. التغيرات مع العمر:
    • مع التقدم في السن تحدث عملية تكلّس طرفي في نهاية الألياف داخل الملاط خصوصًا في طبقة الملاط اللاخلوي حيث تدخل الألياف بالكامل داخل الملاط وأما في الملاط الخلوي تبقى الألياف بالداخل جزئيًا فقط.
    • هذه التغيرات العمرية قد تُفضي إلى زيادة صلابة الألياف وانخفاض طفيف في مرونة حركة الأسنان لكنها لا تؤثر بالضرورة على استقرارها الوظيفي طالما ظل الرباط بحالة صحية.

وظائف وأهمية ألياف شاربي:

  1. في تثبيت الأسنان:
    • تُعد ألياف شاربي أداة تثبيت فعّالة تعمل كمرساة قوية تُدخل داخل الملاط والعظم السنخي لـتحافظ على ثبات السن داخل التجويف الفكي.
    • وتلعب دورًا أساسيًا في منع الحركة الزائدة للأسنان خلال الأنشطة اليومية كالمضغ والكلام.
    • تساهم في توزيع القوى الميكانيكية الناتجة عن المضغ والعض بشكل متوازن على السن والعظم المحيط مما يمنع الإجهاد الموضعي ويُحسّن من كفاءة الدعم السني.
  2. التأثير الإكلينيكي:
    • في حالات التهاب دواعم السن (Periodontitis) تتعرض هذه الألياف للتلف أو التحلل مما يؤدي إلى تقليل التثبيت الحيوي وزيادة حركة الأسنان وقد تُؤدي إلى فقدانها إذا لم يتم التدخل العلاجي.
    • وفي زراعة الأسنان لا تتكون ألياف شاربي ويُعتمد بدلًا عنها على التثبيت العظمي المباشر ما يعرف بـ الإندماج العظمي (Osseointegration) وهو ما يُفسر غياب الإحساس بالضغط الطبيعي في الزرعات مقارنةً بالأسنان الطبيعية
  3. الإشارة التشريحية:
    • تُذكر ألياف شاربي أحيانًا في السياقات الطبية القانونية أو البحثية بوصفها دليلًا تشريحيًا (Anatomical Marker) ضمن الدراسات الخاصة بحالات فقد الأسنان أو أمراض اللثة إلا أن استخدامها في الطب الشرعي يُعد محدودًا ونادرًا.

الأرقام والبيانات العلمية:

توضيح بعض المصطلحات:

بــبسـاطـة: تخيل إن السن مثل “خيمة” وألياف شاربي هي الأوتاد اللي تثبّت الخيمة بالأرض وتمنعها من التحرك مع الرياح هذه الأوتاد مصنوعة من “حبال قوية جدًا” اسمها كولاجين تمتد من جذر السن وتتغلغل داخل العظم مثل مسامير مخفية تربط الاثنين ببعض فـ لو اختفت هذه الألياف أو ضعفت بسبب أمراض اللثة أو التقدم بالعمر هنا الخيمة تبدأ تهتز وتفقد توازنها ومع الوقت ممكن تنهار.

عشان كذا الحفاظ على صحة اللثة والأنسجة المحيطة بالسن هو طريقة غير مباشرة لحماية هذه “الحبال الحيوية” وبدون ألياف شاربي الأسنان تكون مثل بيت بلا أساس أي حركة أو ضغط ممكن تزعزع مكانها فوجودها هو اللي يخلي الأسنان ثابتة ومستقرة وتتحمل الضغوط اليومية زي المضغ والكلام بدون مشاكل.

𝑻𝒉𝒊𝒓𝒕𝒚 𝑻𝒘𝒐