النخر العظمي الفكي المرتبط بالأدوية MRONJ – Medication-Related Osteonecrosis of the Jaw هو حالة مرضية خطيرة تتجسّد بموت نسيج العظم (Bone Tissue Death) في الفك العلوي أو السفلي نتيجة فقدان التروية الدموية (Loss of Blood Supply) والتجدد العظمي مما يؤدي إلى عدم القدرة على الشفاء الطبيعي بعد تعرض العظم لإصابات بسيطة مثل الخلع أو الجراحة وفقًا لتعريف الجمعية الأمريكية لجراحة الفم والفكين (AAOMS) يتم تشخيص الحالة عندما يستمر الكشف العظمي لأكثر من 8 أسابيع بعد إجراء سنخي دون وجود تاريخ سابق للعلاج الإشعاعي في الفك. وتحدث هذه الحالة بشكل شائع لدى المرضى الذين يتناولون أنواعًا معينة من الأدوية التي تؤثر على تجدد العظم مثل:
- مثبطات استرداد العظم (Bisphosphonates):
- تُستخدم لعلاج هشاشة العظام (Osteoporosis) أو انتشار السرطان إلى العظام (Bone Metastases) وتزيد البيسفوسفونات الوريدية (Intravenous Bisphosphonates) مثل زوليدرونات (Zoledronate) من خطر الإصابة بـ MRONJ بنسبة 1–10% لدى مرضى السرطان بينما يكون الخطر أقل عند تناولها فمويًا (Oral Bisphosphonates) حيث تتراوح النسبة بين 0.001–0.01% بعد 4 سنوات أو أكثر من الاستخدام. المصدر: ADA
- مثبطات مستقبل RANKL (Denosumab):
- تُستخدم لتقليل خطر الكسور في المرضى الذين يعانون من أمراض عظمية وتصل نسبة الإصابة بـ MRONJ لدى مرضى السرطان الذين يتناولون دينوسوماب إلى 0.6–11% بينما تكون النسبة أقل في حالات هشاشة العظام حيث تتراوح بين 0.04–0.3%. المصدر: springer
- الأدوية المثبطة للورم (Anti-Angiogenic Agents):
- تُستخدم في علاج السرطان مثل بيفاسيزوماب (Bevacizumab) وتزيد من خطر الإصابة بـ MRONJ وقد تم تسجيل حالات نادرة مرتبطة باستخدام هذه الأدوية التي تؤثر على الأوعية الدموية. المصدر: SDCEP
تشمل الأعراض الرئيسية للنخر العظمي الفكي:
- كشف العظم:
- ظهور أجزاء من العظم الفكي مكشوفة في الفم لمدة تزيد عن 8 أسابيع دون شفاء ← هو المعيار التشخيصي الأساسي وفق الجمعية الأمريكية لجراحة الفم والفكين (AAOMS).
- ألم / تورم / تقيح (Pain/Swelling/Suppuration):
- قد يكون الألم مستمرًا مع وجود تورم وتقيح في منطقة الفك المصابة ومع ذلك في بعض الحالات (المرحلة 0 – Stage 0) قد لا تظهر أعراض واضحة رغم وجود مؤشرات إشعاعية.
- التهابات مزمنة:
- حدوث التهابات متكررة في الأنسجة الرخوة (Soft Tissues) المحيطة بالعظم مما يزيد من خطر المضاعفات.
- صعوبة في المضغ والبلع:
- بسبب الألم أو فقدان الأنسجة الداعمة مما يؤثر على الوظائف الفموية الطبيعية.
التشخيص: يُعتبر التصوير الإشعاعي مثل الأشعة البانورامية (Panoramic X-ray) والتصوير المقطعي المخروطي CBCT الركيزة الأساسية لتأكيد الحالة في المراحل المختلفة.
ويعتبر النخر العظمي الفكي المرتبط بالأدوية مشكلة خطيرة لأنها تؤثر على جودة الحياة للمريض وتؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل:
- فقدان الأسنان: تلف العظم يؤدي إلى ضعف دعم الأسنان (Tooth Support) وقد يسبب فقدانها.
- العدوى المزمنة: كشف العظم الفكي يجعل المنطقة أكثر عرضة للعدوى المزمنة التي قد تنتشر إلى الأنسجة المجاورة.
- كسور العظم الفكي: في الحالات المتقدمة قد يصبح الفك هشًا مما يزيد من خطر التكسر العفوي (Spontaneous Fracture).
- المشاكل النفسية: الألم المستمر والتأثير على المظهر الجمالي يؤثر على ثقة المريض بنفسه.
- التكلفة العالية: علاج النخر العظمي الفكي يتطلب إجراءات معقدة مثل الجراحة أو العلاج الدوائي المتخصص مما يجعل الوقاية أمرًا حيويًا لتقليل الأعباء العلاجية.
الأرقام والبيانات العلمية:
- معدل الإصابة: تشير الدراسات إلى أن حوالي 1-10% من المرضى الذين يتناولون مثبطات استرداد العظم قد يصابون بالنخر العظمي الفكي. المصدر: ADA
- نسبة الحالات المرتبطة بالسرطان: حوالي 80% من حالات MRONJ تحدث لدى مرضى السرطان الذين يتلقون علاجًا وريديًا بمثبطات استرداد العظم.
- تكلفة العلاج: تتراوح تكلفة علاج النخر العظمي الفكي بين 1,000 إلى 10,000 دولار أمريكي حسب شدة الحالة ونوع العلاج المطلوب.
- وقت التعافي: يستغرق التعافي من النخر العظمي الفكي عادةً أشهر إلى سنوات مع الحاجة إلى مراقبة مستمرة لتجنب المزيد من التلف.
- نصائح الوقاية والإسعافات الأولية:
- الوقاية: يجب على المرضى الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بـ MRONJ زيارة طبيب الأسنان قبل بدء العلاج لتقييم صحة الفم ومعالجة أي مشاكل موجودة مع إمكانية تعليق الدواء في بعض الحالات قبل العمليات السنية وينصح باستخدام مطهرات فموية دورية ومتابعة بالأشعة كل 3–6 أشهر وتجنب الإصابات أو الخلع غير الضروري.
- الإسعافات الأولية: في حالة حدوث كشف للعظم أو ألم مستمر يجب استشارة الطبيب فورًا لتجنب تفاقم الحالة.
- التشخيص والعلاج:
- Stage 0–1: علاج تحفظي – مطهرات فموية – مراقبة دورية.
- Stage 2–3: تدخل جراحي وإزالة العظم الميت وربما إعادة بناء بالتعاون بين جراح فم وأخصائي علاج جذور وأخصائي عظام أوسرطان مع إمكانية استخدام تقنيات الدعم الموجه وفقا لتقييم الحالة (PRF, ليزر, Teriparatide).
- الإحالة إلى الاختصاصي المناسب:
- للتشخيص المبكر: يمكن استشارة طبيب الأسنان العام (General Dentist) أو أخصائي اللثة (Periodontist) لفحص الفك وتقييم الحالة.
- للعلاج المتقدم: يجب إحالة الحالة إلى جراح الفم والفكين (Oral and Maxillofacial Surgeon) أو بمشاركة أخصائي الأمراض العظمية (Orthopedic Specialist) أو أخصائي أورام (Oncologist) أو أخصائي الغدد الصماء (Endocrinologist) إذا كانت الحالة شديدة أو تتطلب تدخلًا جراحيًا.
تفسير بعض المصطلحات:
- التروية الدموية (Loss of Blood Supply): هي إمداد الأنسجة بالدم وعندما يحدث فقدان أو انقطاع في التروية الدموية لا يصل الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة مما قد يؤدي إلى موتها.
- مثبطات استرداد العظم (Bisphosphonates): أدوية تُستخدم لتقوية العظام وتقليل خطر الكسور.
- زوليدرونات (Zoledronate): هو دواء من مجموعة البيسفوسفونات (Bisphosphonates) يُستخدم لعلاج هشاشة العظام وانتشار السرطان إلى العظام ويعمل عن طريق إبطاء عملية تكسير العظام.
- كشف العظم (Exposed Bone): ظهور أجزاء من العظم الفكي مكشوفة في الفم دون شفاء.
- الوريدية (Intravenous): إعطاء الأدوية عن طريق الوريد مباشرة.
- دينوسوماب (Denosumab): هو دواء يُستخدم لعلاج هشاشة العظام وتقليل خطر الكسور ويعمل عن طريق تثبيط بروتين معين (RANKL) يلعب دوراً في تكسير العظام.
- بيفاسيزوماب (Bevacizumab): هو دواء يُستخدم في علاج بعض أنواع السرطان ويعمل عن طريق منع نمو الأوعية الدموية التي تغذي الورم.
- التكسر العفوي (Spontaneous Fracture): هو كسر في العظم يحدث دون أي إصابة كبيرة أو صدمة خارجية ويحدث عادةً في العظام الضعيفة بسبب مرض أو حالة طبية معينة.
- التهابات مزمنة (Chronic Infections): التهابات طويلة الأمد تستمر لفترات طويلة دون شفاء.
بــبسـاطـة: النخر العظمي الفكي المرتبط بالأدوية هو “موت” يحدث في عظم الفك نتيجة تناول أدوية معينة تؤثر على تجدد العظم فـ تخيل معاي… عظم فكك – هذا الصلب اللي شايل الأسنان ويدعّم الابتسامة – فجأة يبدأ “يموت” ببطء! مو من ضربة قوية… ولا من التهاب خبيث… بل من أدوية المفروض إنها “تحمي” العظم! ← فبعض الأدوية اللي تقوّي العظام أو تمنع انتشار السرطان ممكن – للأسف – توقف التجدد الطبيعي في عظم الفك← كأنها تعطيه أوامر: “كفى ترميم!“. ومع الوقت يصير العظم كأنه أرض جافة ما توصلها المياه … ولو سويت خلع بسيط أو حتى جراحة خفيفة العظم ما يلتئم! ويبقى مكشوف… لأسابيع… يمكن شهور! وهنا تبدأ القصة المزعجة: ألم↶ تورم↶ قيح↶ صعوبة في المضغ والكلام↶ وحتى فقدان أسنان😓 ← المشكلة ليست جسدية بس, حتى النفسية تتأثر … لأن الابتسامة تتهز والثقة تهتز معها. والمضحك المبكي؟ إن كل هذا ممكن يبدأ من دواء ما حسبنا حسابه! … أدوية علاجية نعم لكنها لو انطلقت بدون تحضير مسبق من طبيب أسنان ممكن تخلّي الفك ساحة حرب صامتة.
الوقاية؟ سهلة بس تحتاج وعي:
🔸 راجع طبيب أسنان قبل ما تبدأ بهذه العلاجات.
🔸 عالج أي التهابات أو خلع قبل ما تستخدم الأدوية.
🔸 وتابع وضع فكّك بالصور والأشعة كل فترة.
لأن النخر العظمي الفكي… مو بس “مرض”
هو إنذار صامت إنك لازم تنتبه قبل لا تتألم!
المصدر: Frontiers in Oncology